المحاضرة الثالثة المقومات البشرية للمكتبة المدرسية

تعتبر المكتبة المدرسية من أهم مظاهر التقدم التي تتميز بها المدرسة في عالمنا المعاصر، ولم يعد هناك من يشك في أهمية المكتبة المدرسية أو يقلل من قيمتها التربوية، بعد أن أصبحت محوراً من المحاور الأساسية للمنهج المدرسي، ومركزاً للمواد التعليمية التي يعتمد عليها في تحقيق أهدافه. ونتيجة للكم الهائل من المعلومات، الذي شكّل انفجاراً في المعرفة، رأى رجال التربية ضرورة الانتقال بالمناهج الدراسية من حدود الكتاب المدرسي المقرر إلى الآفاق الواسعة لمصادر المعلومات المختلفة الموجودة على كثير من الصور، وذلك بالتأكيد على ضرورة وجود الركن الداعم لهذه الفكرة، ألا وهو المكتبة, كما يشكل العنصر البشري دوراً فاعل في النهوض بالخدمة المكتبية داخل المدرسة.

خدمة الأطلاع الداخلي:
لإطلاع الداخلى يعتمد على دخول الطالب الى المكتبة واختيار الكتاب الذى يتناسب معه من على أرفف المكتبة بالاضافة الى انه قد يحتاج الى الاستعانه بأمين المكتبة للوصول الى الكتاب الذى يريده أو فى توجية الى مجموعة من الكتب التى تلبى رغباته واخيرا الجلوس على كرسى بالمكتبة وقراءة الكتب التى تم اختيارها.

الأعارة الخارجية:
المتعمق فى خدمة الاستعارة الخارجية يجد أنها ذات صلة وثيقة بينها وبين خدمة الإطلاع الداخلى فقد يحتاج الطالب بعد إطلاعه على الكتب بالمكتبة الى أن يذهب بها الى المنزل لتكملت هذة الكتب أو الاقتباس منها سواء بالتصوير أو نقل بعض المعلومات الى مذكراته الخاصة وهنا تظهر أهمية خدمة الاستعارة الخارجية فهى تعتبر امتداد لمهمة المكتبة بعد أنتهاء اليوم الدراسى وأغلاق المكتبة والمدرسة

الخدمة الببليوجرافية
هي خدمة تتعدى حدود التوجيه أو الإرشاد لببليوجرافيات معينة إلى الأعداد لمثل هذه القائمة . وتعتبر هذه الخدمة من الخدمات ذات القيمة الكبرى بالنسبة لطلبة الدراسات العليا والباحثين وأعضاء هيئة التدريس, بل أنها ذات قيمة أيضا بالنسبة إلى طلبة المرحلة الجامعية الأولى. وهنا يقوم قسم المراجع ( وفي بعض الأحيان يؤدي هذه الخدمة قسم الفهارس بالمكتبة ) بأعداد قوائم ببليوجرافية صغيرة أو كبيرة مشروحة أو غير مشروحة بالمواد التي تتواجد بالمكتبة أو خارجها – والمتصلة بموضوع معين أو بشخص معين أو بغير ذلك من أنماط الدراسة والبحث . فقد يكلف الأستاذ طلبته بأعداد بحث في نقطة من النقاط في المقرر الدراسي وهنا يأتي دور المكتبة ويتمثل هذا الدور في تقديم المصادر التي يمكن الاعتماد عليها في كتابة مثل هذا البحث.

الخدمة المرجعية.
هناك مفهوم واسع للخدمة المرجعية يعتبر إن الخدمة المرجعية: هي الإجابة عن أسئلة المستخدمين باستخدام جميع المصادر المتاحة للمكتبة سواء المطبوعة منها أو الرقمية أو تستطيع الوصول إليها عبر وسائل تكنولوجيا الاتصال أو شبكة الانترنت سواء كانت الإجابة من مصادر مرجعية أم مصادر غير مرجعية.
هي من الخدمات الأساسية في جميع المكتبات بأنواعها وتتراوح الخدمة المرجعية ما بين ردود سريعة وفوريه على الأسئلة واستفسارات المستخدمين وبين الردود الأكثر شمولا والتي يتطلب إعداد الردود عليها استشارة عدد كبير من المصادر وعادة مايستغرق الرد عليها فترة طويلا نسبيا كما يمكن أن تقدم المعلومات المطلوبة للمستخدم.

خدمة الأحاطة الجارية.
توفر هذه الخدمة أمام المستفيدين فرص الاطلاع بصورة مستمرة على ما يبذله غيرهم من جهود وما توصلوا إليه من نتائج في موضوع اختصاصاتهم واهتماماتهم ، و يتم تقديم هذه الخدمة بمجرد تقديم السؤال لأول مرة ثم إجراء الإحاطة على فترات زمنية بمجرد إعادة طرح السؤال أو الطلب على القاعدة أو القواعد المراد بحثها بطريقة تلقائية من خلال الحاسب على فترات زمنية محددة حسبما يريدها المستفيد ويتم إخطاره بالنتائج في كل مرةمهما كانت المعدلات الزمنية متقاربة
وتشمل هذه الخدمة كذلك خدمة البث الانتقائي للمعلومات التي تعد صيغة متطورة لخدمات الإحاطة الجارية.

رقمنة المكتبات المدرسية:
تعددت وتنوعت أشكال وأنواع مصادر المعلومات بالمكتبات وبالأخص منها الالكترونية وظهرت عديد من الوسائل والأجهزة الآلية المستخدمة في حفظ المعلومات واسترجاعها بسبب التطور العلمي والتكنولوجي في شتي المجالات مما أدي الي ضرورة تحويل المكتبات بصفة عامة والمدرسية بصفة خاصة من الشكل التقليدي الي الشكل الرقمي؛ حتي تتواكب مع التطور الحادث في نظم التعليم, حيث يعد انشاء المكتبات الرقمية من الصعوبات التي تواجهها المكتبات في العصر الرقمي.

وظائف الفهارس الموحدة:
ولتحقيق التعاون بين المكتبات المدرسية وانشاء مكتبة رقمية لابد من وجود شبكة تعاونية تربط المكتبات المدرسية ببعضها وفهرس موحد بمقتنيات المكتبات المشتركة في التعاون, حيث يحقق الفهرس الموحد الوظائف التالية:
الكشف عن مصادر المعلومات الخاصة بمنطقة ما.
يساعد علي تحديد أماكن تواجد مصادر المعلومات في المكتبات المتعاونة.
تصدير التسجيلات الببليوجرافية للمكتبات المشتركة.
يعتبر مركز أو قاعدة بيانات ببليوجرافية اذا كان غنياً بالتسجيلات الببليوجرافية وتتيح ملخصات أو نصوص كاملة.

مميزات الفهرس الموحد للمكتبات المدرسية:
المشاركة في الفهرسة.
سهولة الأستخدام.
إمكانية البحث عن مصادر المعلومات بأكثر من بيان ( مؤلف, عنوان, موضوع....)
وجود واجهتين مختلفتين لبحث واسترجاع الفهرس الالكتروني.
اعتماد الفهرس الموحد للمكتبات المدرسية علي نظام المستقبل لادارة المكتبات الذي يعتمد علي معيار مارك الذي يعد أفضل المعايير المناسبة لاستخدام النظم الآلية للمكتبات.
يتيح نشر المجلات المدرسية وكذلك الأبحاث العلمية التي اعدها الطلاب كأنشطة مدرسية.
يتيح عرض مصادر المكتبة الجديدة التي يتم حصول المكتبات عليها لتعريف المستفيدين بها.

فكرة إنشاء الفهرس:
الفكرة التي قام علي أساسها الفهرس الموحد للمكتبات المدرسية هي فهرسة مقتنيات جميع المكتبات المدرسية المصرية الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم بمختلف مراحلها والبالغ عددها 28966 مكتبة بالإضافة الي فهرسة مقتنيات المعاهد الأزهرية الحكومية بمختلف مراحلها والبالغ عددها 8790 معهد.
لا يوجد شكل قانوني أو اداري للعمل بالفهرس وإنما هي جهود تطوعية, حيث قام مركز الاتصالات وتقنية المعلومات بجامعة المنصورة بهذه المبادرة ضمن جهوده لخدمة المجتمع.