مدخل إلى اإلذاعة والتليفزيون

أهمية الإذاعة كوسيلة اتصال جماهيرية
1- التغطية الجغرافية الواسعة للإرسال الإذاعي:-
لايمكن لأي وسيلة إعلامية أن تنافس الإذاعة فيما يتعلق بنطاق التغطية الجغرافية الشاسعة، والتي يمكن أن تصل إليها إرسالها، فهي تتخطي الحواجز والموانع الطبيعية والمصطنعة ومحطات التشويش، خاصة بعد التطورات التكنولوجية الحديثة، حيث اصبح هناك تنافس قوي في ظل وجود الأقمار الصناعية والإنترنت، ولكن تعد الإذاعة دائما أسهل نظرا لسهولة إرسالها.
مازالت العديد من الحكومات تلجأ إلى الإّذاعة وتتخذها سلاحا في العديد من الأمور في مواجهة الامور الداخلية أو الرد على الأمور الخارجية، وكذلك في أوقات السلم أو الحرب.

2- دور الإذاعة الصوتية في خدمة العملية التعليمية:-
لجأت العديد من الدول إلى استخدام الإذاعة المسموعة في خدمة العملية التعليمية، لأن أعداد المستقبلين الذين من الممكن أن تصلهم المادة التعليمية من خلال الإذاعة الصوتية يفوق عدد المستقبلين الذين من الممكن أن تصلهم الخدمات التعليمية من عشرات بل مات الكدارس.
فقدرة الإذاعة على التغطية الجغرافية الواسعة، مكنها من الوصول إلى المناطق النائية التي لا تتوافر فيها البنية الأساسية اللازمة لإقامة المؤسسات التعليمية.
تزداد قوة الإذاعة في الدول التي تمتلك مساحات شاسعة من الجبال والبحار، ويصعب على الدولة تغطية كافية هذه المناطق بالخدمات التعليمية المطلوبة الأمر الذي يؤكد على أهمية الإذاعة في توفير الخدمات التعليمية في المناطق الشاسعة.

2- دور الإذاعة الصوتية في خدمة العملية التعليمية:-
وخير مثال على ذلك جمهورية مصر العربية، والتي كانت من أوائل الدول التي أطلقت خدماتها التعليمية عبر الإذاعات موجهة إلى الصعيد و الأقاليم المتطرفة وذلك عن طريق الإذاعات الإقليمية.
ولم يقتصر الأمر على مجرد توفير الخدمات التعليمية للمراحل الإبتدائية والإعدادية، بل امتد الأمر إلى توفير خدمات محو الأمية وتعليم الكبار، وهذا الأمر بدأ من 1984 خلال الإذاعات المحلية، وتم ذلك من إذاعة برامج تعليمية لمدارس التعليم الأساسي لتأهيلهم للحصول على درجات الليسانس و البكالوريوس
ولم تقف إسهامات الإذاعة الصرية عند هذا الحد، بل اتجهت الإذاعة إلى تقديم برامج لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

2- دور الإذاعة الصوتية في خدمة العملية التعليمية:-
النواحي التعليمية لم تقتصر على مجرد نقل برامج و دروس تعليمية، فاتجهت دول الهند وذلك من خلال الاعتماد على ما يسمى نوادي الاستماع، ففي هذه النوادي يتم الاستماع إلى برامج تهم فئات محددة، مثل برامج تهم المزارعين في المجال الريفي، وحل المشكلات الريفية.
كما في هذه النوادي يتم استضافة العديد من الشخصيات التي تساعد على محو الأمية وإعداد برامج تهتم بصحة الأم ورعايتها.
كما اتجهت المملكة المتحدة عن طريق إذاعة BBC من الاستفادة من خدمات الراديو وذلك من خلال ما يعرف باسم الجامعة المفتوحة، والتي يتم من خلالها نقل محاضرات وذلك من أجل خدمة الطلاب الذين يتعذر عليهم الحضور بسبب بعد المسافة أو عملهم.

3- السبق الإخباري للإذاعة الصوتية:-
تتوافر في الإذاعة الصوتية فرصة السبق الإخباري في وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي تتميز فيه الإذاعة عن الصحف والتليفزيون سابقا، فالصحف كانت تنتظر إلى مواعيد الطباعة، والتليفزيون مربط بمواعيد محددة في البث، وهو ما اختلف الآن في عصر التطور التكنولوجي.

3- السبق الإخباري للإذاعة الصوتية:-
تتميز الإذاعة في بدايتها بقدرتها على تغطية مساحات جغرافية كبيرة خاصة لما لها من مراسلين في مختلف المناطق، بالإضافة إلى الاعتماد على وكالات الأنباء العالمية، والتي تساعدها في نقل الأحداث بشكل يحمل مصداقية أعلى وسرعة أكبر.

4- تخطي حاجز الفقر والأمية:-
تعتبر الإذاعة وسيلة اقتصادية جعلتها من أكثر الوسائل التي تناسب ظروف الدول النامية، خاصة وأن هذه الدول تواجه عقبتان رئيسيتان وهما انخافض الوضع الاقتصادي، وانتشار الأمية بين الجماهير.
ويأتي هنا دور الراديو الذي يتخطي هاتين العقبتين حيث أنه رخيص الثمن ورخيص التكاليف في عملية الإرسال والاستقبال، كما أنه لا يحتاج إلى معرفة القراءة والكتابة للتعرض للمضمون الإعلامي الذي يقدم.

4- تخطي حاجز الفقر والأمية:-
ويتميز الراديو في هذه النقطة، في أنه يستطيع التعامل مع الأشخاص الأميين، في توصيل الرسالة، وكما تم الذكر سابقا يستطيع أن يساعد على محو الأمية لهذه الفئات من خلال المضمون المقدم.
أما فيما يخص التكلفة، فالراديو يعد من أرخص الوسائل من حيث تكلفة إشاء محطة، وتكلفة إنتاج البرامج وكذلك تكلفة أجهزة الاستقبال والتي جعلته في أيدي جميع الأفراد حتى في الدول النامية ذات الأوضاع الاقتصادية الضعيفة.
.

5- الإذاعة وسيلة إعلانية هامة:-
يمكن إضافة إمكانيات أخري للإذاعة متمثلة في جعلها وسيلة إعلانية مقبولة، لأن ما يهم المعلن هو وصول الإعلان إلى قطاعات عريضة من الجماهير، ووجود الإعلان في حد ذاته يدعم اقتصاديات الإذاعة، خاصة وأنه تقوم به إذاعات عديدة ضمن برامجها مثل إذاعة الشرق الأوسط وإذاعات أخرى موجهة مثل إذاعة مونت كارلو.

6- الخصائص الحسية للإذاعة الصوتية:-
توجد العديد من الخصائص التي تميز الإذاعة عن غيرها من وسائل الإعلام المختلفة سواء المسرح أو السينما أو التليفزيون.
أصبحت الإذاعة تتميز بقدرتها على الإذاعة على مدار اليوم من كل أنحاء العالم، أي أنها مع المستمع في كل تحركاته بدءا من استيقاظه حتى عودته لمنزله مرة أخرى.

6- الخصائص الحسية للإذاعة الصوتية:-
- تنوع الإذاعات ما بين موسيقى و أدب و أخبار، وتعدد اللغات التي يتم من خلالها عرض المضامين المختلفة، فكل ما يقوم به المستمع هو أن يدير المؤشر إلى ما يحب أن يسمعه.
تم إحداث العديد من التطورات في أحجام واشكال الراديو، فمع ظهور ( التانزستور) أصبح من السهل توفير أجهزة راديو متناهية الصغر يسهل حملها في أي وقت.
قدرة الأجهزة المختلفة على الحصول على إشارات من بلدان بعيدة جدا على اختلاف موجات البث القصيرة أو متناهية الصغر.

6- الخصائص الحسية للإذاعة الصوتية:-
لم يمثل فكرة السفر للخارج مشكلة الآن من حيث الشعور بالغربة والانقطاع عن الأهل والشعور بالألفة، وهو ما ساعدت الإذاعات في توفيره من خلال الاستماع إلى المحطات التي تبثها دولة الموطن من أي مكان.
-تعتبر الإذاعات من أهم وسائل الاتصال الجماهيرية، الأمر الذي دفع العديد من الدول إلى الاهتمام بإرسال برامج ذو أجندات ذات طابع ديني أو سياسي أو اقتصادي، إلى شعوب بعينها، من أجل أهداف محددة.

مميزات خاصة بالإذاعة
1- تؤثر الإذاعة في المستمع تأثيرا كبيرا وبشكل صميم لأن الجو النفسي الذي يحيط بعملية الاتصال في هذه الحالة، يعطي إحساس للمستمع أن الراديو يتحدث إليه فقط، لأن الراديو بطبيعته وسيلة اتصال ذاتية رغم أنه يخاطب الملايين في وقت واحد.
2- يرى البعض اعتماد الإذاعة على حاسة السمع فقط يعتبر نوعا من القصور، وهذا قد يكون صحيحا من الناحية الشكلية خاصة أن المستمع محروم من الجوانب الشلية الموجودة في التليفزيون.
ولكن الإذاعة من الناحية الموضوعية والعملية، تعوض كل جوانب القصور من خلال اعتمادها على ملكة خصبة وغير محدودة وهي ملكة الخيال عند المستمع، مما يجعل المستمع أكثر تأثييرا بما يقال و أكثر استيعابا له.

مميزات خاصة بالإذاعة
3- تستخدم الإذاعة الصوتية الموسيقى والمؤثرات الصوتية والتنويع في طبقات وأداء الصوت بالشكل الذي يجذب انتباه الجمهور، إلا أن استخدام الموسيقى والمؤثرات يجب أن يخضع لشروط وقواعد محددة، أهمها ألا تطغى الموسيقى على المادة الإذاعية، وأن تكون ذات صلة بالمادة التي يتم عرضها. كما أن المؤثرات الصوتية تلعب دورا هاما في إدماج المستمع في الموقف الدرامي وتجعله يعيش خياله.

الجوانب السلبية للإذاعة الصوتية:-
على الرغم من كون الإذاعة أكثر الوسائل شيوعا، ولكنها وسيلة غير محدودة حيث لا يعرف القائم بالاتصا نوعية الجماهير التي يتوجه إليها، هل متعلمة أو أمية، رجال أو نساء، فعلى الرغم من ميزة الانتشار إلا أن عملية الاتصال تتم من طرف واحد وسط مجموعة من الظروف المتنوعة التي قد تحول دون وصول الرسالة بالصورة المرجوة، خاصة وأن المذيع لا يستطيع الحصول على ردود أفعال وقتية، إلا من خلال المداخلات التليفونية.

الجوانب السلبية للإذاعة الصوتية:-
- الحصول على رجع الصدى الوقتي ومعرفة تأثير البرامج المذاعة، حيث في البدايات ظل رجع اصدى غير معروف لمدة طويلة حتى يتم تفريغ البيانات وتحليلها، وبذلك يتم الحصول على رجع صدى مؤجل، ولكن أمكن التغلب على هذه المشكلة أيضا من خلال فتح باب المناقشات التليفونية الوقتية.
عدم قدرة الجمهور على التحكم في وقت التعرض والاستماع إلى البرامج افذاعية، فالجمهور مقيد بالوقت الذي يتم إذاعته والذي تم تحديده مسبقا، خاصة في ظل عدم وجود إعادات أو تسجيل الحلقات وإتاحتها على الإنترنت، وهو ما كان عكس الكتب والصحف والتي يمكن الرجوع إليها في أي وقت.
- عدم قدرة المستمع على التحكم في أداء المذيع سواء يتحدث بصورة سريعة أو بشكل بطيء.